خريف الغضب في "أنفيلد": هل كتب آرني سلوت السطر الأخير في أسطورة "الملك المصري" محمد صلاح ؟
لم يكن أشد المتشائمين من جماهير ليفربول يتوقع أن تكون نهاية قصة الحب الأسطورية بين "الريدز" ونجمهم الأول محمد صلاح بهذا الشكل الدرامي. فبعد سنوات من الأهداف والألقاب وتحطيم الأرقام القياسية، يبدو أن جدران "أنفيلد" باتت تضيق بملكها المتوج، في أزمة هي الأعنف منذ انضمامه للفريق عام 2017.
بداية الشرارة: دكة البدلاء وجرح الكبرياء
لم تكن الأزمة وليدة اللحظة، بل هي تراكمات بدأت مع تولي المدرب الهولندي "آرني سلوت" دفة القيادة خلفاً ليورغن كلوب. فلسفة سلوت الصارمة، التي لا تعترف بالأسماء الكبيرة بقدر ما تعترف بالجاهزية البدنية والضغط العالي، اصطدمت بكبرياء نجم بحجم صلاح. جلوس صلاح على مقاعد البدلاء لثلاث مباريات متتالية في الدوري الإنجليزي لم يكن مجرد قرار فني، بل رآه اللاعب "رسالة مبطنة" بانتهاء دوره القيادي، وهو ما فجر غضبه في تصريحاته الأخيرة التي وصف فيها شعوره بأن النادي "ألقى به تحت الحافلة".
لعبة "كسر العظم": الاستبعاد التأديبي
جاء الرد الإداري سريعاً وقاسياً، متجاوزاً حدود الغرامات المالية. قرار استبعاد صلاح من قائمة الفريق المسافرة لمواجهة إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا (التي حسمها ليفربول لصالحه بهدف نظيف) كان بمثابة "إعلان حرب". هذا القرار كرس مبدأ "لا أحد أكبر من النادي"، وهو شعار رفعه سلوت بدعم كامل من إدارة "فينواي"، ليعيد للأذهان سيناريوهات مشابهة لنجوم كبار غادروا أنديتهم من الباب الخلفي بسبب صدامات مع المدربين.
رسائل مشفرة والوداع المحتمل
وسط هذا الصخب، لجأ صلاح إلى "إنستغرام" كمنصة لبث رسائله الصامتة. صورة الأشجار الخريفية العارية التي نشرها فُسرت عالمياً بأنها نعي لمسيرته مع ليفربول. المصادر المقربة تشير إلى أن العلاقة وصلت إلى طريق مسدود، وأن "شعرة معاوية" قد قطعت بالفعل. صلاح، الذي كان يمني النفس بتجديد عقده والبقاء كواجهة للمشروع، بات يرى نفسه خارج الأسوار، وتحديداً في يناير المقبل.
ماذا بعد؟
السيناريو الأقرب الآن هو خروج آمن في الانتقالات الشتوية. الدوري السعودي يراقب الوضع عن كثب، والعروض التي رُفضت سابقاً قد تُقبل اليوم بترحيب من جميع الأطراف:
ليفربول: سيتخلص من راتب ضخم وأزمة "غرفة ملابس" قد تعصف باستقرار الفريق.
صلاح: سيحظى بتقدير مادي ومعنوي وبداية جديدة بعيداً عن ضغوط الصحافة الإنجليزية.
الخاتمة
مهما كانت النهاية، وسواء رحل صلاح في يناير أو انتظر حتى الصيف، فإن ما يحدث الآن هو فصل ختامي حزين لرواية عظيمة. قد يرحل اللاعب، وتتغير الإدارات، لكن التاريخ سيذكر دائماً أن "الملك المصري" هو من أعاد ليفربول إلى منصات التتويج، حتى وإن كانت نهايته في "أنفيلد" قد كُتبت بحبر من غضب.

تعليقات
إرسال تعليق